رقم العضوية : 73371
الانتساب : Dec 2006
الجنس : أنثى
المشاركات : 2,361
بمعدل : 0.36 يوميا
معدل تقييم المستوى : 52
التقييم : Array
|
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
أهمية الحجّ: الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، فإنَّ الحجَّ فريضة العمر، وتمام الأمر شوق الله -تعالى- إليه الخلق فاشتاقوا، ووعدهم جزيل الثَّواب عليه فلبوا، خرجوا يرجون رحمة ربِّهم ويخشون عذابه، فانقلبوا بنعمةٍمن الله وفضلٍ.
وجوب الحجّ: في هذه الأيام العظيمة المباركة تتسابق القلوب والأجساد إلى بيت الله الحرام؛ ليؤدوا ركنًا من أركان الإسلام امتثالًا لقوله -سبحانه-: {وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ* فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران :97].
ولقول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمَّدًا رسول الله، وإقام الصَّلاة، وإيتاء الزَّكاة، والحجّ، وصوم رمضان» [متفقٌ عليه].
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يشدِّد في أمر الحجِّ لمن وجب عليه ولم يؤدِّه وقد نقلت عنه في ذلك آثار منها قوله: "من أطاق الحجَّ فلم يحج، فسواء عليه يهوديًّا مات أو نصرانيًّا" (تفسير ابن كثير).
سابقوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم: في هذا الموسم العظيم يوم يرضي فيه الرَّحمن، ويرغم في الشَّيطان، وتبيض فيه الوجوه، والصُّحف المسودة، وفيه يفتتح المسلم عهدًا جديدًا من المسارعة إلى الخيرات والبعد عن الآثام، فهلموا إلى مغفرةٍ من الله ورضوانٍ قبل أن تشغلكم الشَّواغل قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من أراد الحج فليتعجل فإنَّه قد يمرض المريض وتضل الضَّالَّة وتعرض الحاجة» [رواه ابن ماجه 2349 وحسَّنه الألباني].
جبل الصّفاة ودلالة الانتصار والعزَّة
إذا صعد الحاج الصَّفا فليتذكر أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد رقاها في حجة الوداع وقال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ» [رواه مسلم 1218]، لقد كان بالأمس القريب يقف على الصَّفا وينادي بطون قريش يدعوهم إلى الإسلام لكنَّهم صدوه وآذوه.
بين البدء والتَّمام: بالأمس يكذَّب ويهان وهو على هذا المكان ويشاء الله -عزَّ وجلَّ- يوم حجّة الوداع أن يجمع له مائة ألف نفسٍ تتبع ما دعى إليه، وتخضع لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولهديه، فلمَّا رقى الصَّفا قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده» [رواه مسلم 1218].
لقد حقَّق النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- العبودية فصبر حين البأساء لمَّا أوذي في الله، وشكر في النعماء لمَّا فتح الله له أحبّ البقاع إليه.
وهكذا المؤمن لا ينقطع رجاؤه في الله؛ لأنَّه موقنٌ بقوله -تعالى-: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ* يُسْرً*ا ﴿5﴾ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ* يُسْرً*ا} [الشَّرح: 5-6]، ولن يغلب عسر يسرين.
منح ربَّانيَّة:
فضل العشر الأول: لعشر ذي الحجّة فضيلةٌ ليست لغيره من أيام السَّنة، وقد أقسم الله -تعالى- بها في قوله -تعالى-: {وَالْفَجْرِ* ﴿١﴾ وَلَيَالٍ عَشْرٍ*} [الفجر: 1-2]، قال ابن عباس: المراد بها عشر ذي الحجّة (تفسير ابن كثير).
الإكثار من الطَّاعات: وينبغي على المسلم أن يكثر من عمل الخير، ذلك أنَّ العمل فيها أفضل من العمل في غيرها قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيءٍ» [صحيح البخاري 969].
فضل الحجّ: قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «تابعوا بين الحجّ والعمرة، فإنَّهما ينفيان الفقر والذُّنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذَّهب والفضَّة، وليس للحجّة المبرورة ثواب إلا الجنَّة» [رواه التِّرمذي 810 والنَّسائي 2630 وقال الألباني: حسن صحيح].
الصِّيام: وخصوصًا يوم عرفة: «وسئل النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- صوم يوم عرفة؟ فقال: يكفر السَّنة الماضية والباقية» [صحيح مسلم 1162] وهذا الصِّيام يسنُّ لغير الحاجِّ.
الذِّكر: {وَيَذْكُرُ*وا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} [الحجّ: 28].
وقال ابن عباس -رضي الله عنه-: "واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيَّام التَّشريق". وكان ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبِّر النَّاس بتكبيرهما، وكبر محمَّد بن علي خلف النَّافلة [صحيح البخاري]..
والتَّكبير في كلِّ وقتٍ مطلقًا ومقيدًا، وفي تكرار التَّكبير يتحقق كونها أيام ذكر لله -تعالى- .
أفضل الدُّعاء: وقد قال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أفضل الدُّعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنَّبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» [حسَّنه الألباني 1102 في صحيح الجامع].
لا تجعل ربَّك أهون النَّاظرين إليك
في الحجِّ يتعلم المسلم كيف يوقظ في قلبه خلق المراقبة لله الواحد الدَّيان، وذلك منذ أن ينوي الحجَّ إلى أن يقضي النُّسك، ففي أعقاب الدُّخول في النُّسك يوجِّه القرآن الكريم الحاجَّ عدَّة توجيهاتٍ: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ* مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَ*ضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَ*فَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ* يَعْلَمْهُ اللَّـهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ* الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197]، ينهى الله -سبحانه وتعالى- الحاجَّ عن الرَّفث، والفسوق، والجدال في الحجِّ، وهذه المنكرات يتجنبها المسلم؛ لأنَّ الله نهاه، ولعلمه أنَّ الله -تعالى- ناظرٌ إليه مطلعٌ عليه.
وما تفعلوا من خيرٍ يعلمه الله: ويكفي المسلم أن يشعر أنَّ الله -تعالى- يعلم ما يفعله العبد من خيرٍ ويجازيه به؛ ليكون ذلك حافزًا على الإكثار من الخير والاجتهاد فيه.
وممَّا يساعد على تنمية خلق المراقبة: الإكثار من ذكر الله -تعالى-، ومن التَّضرع له، وذلك ممَّا يحرص عليه الحاجِّ.
الرَّقابة الذَّاتيَّة: وعندما يدخل المسلم في النُّسك يفرض على نفسه رقابةً صارمةً، فهو المدعي، وهو الخصم، وهو الحكم، وهو المنفذ، فإذا ارتكب محظورًا من محظورات الإحرام وجب أن يكفر عن ذلك. ما الَّذي يدفعه لذلك ؟ فليس هناك سلطةٌ خارجيَّةٌ تضبطه متلبسًا وتطبق عليه القانون لكنَّه ينفذه طائعًا مختارًا؛ لأنَّ مراقبته لله -تعالى- قد أثمرت ثمارها فهو يعلم قول الله -تعالى-: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ*} [غافر: 19]، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "هو الرَّجل يدخل على أهل البيت بيتهم، وفيهم المرأة الحسناء أو تمرُّ به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غفلوا نظر إليها، فإذا فطنوا غض بصره" (تفسير ابن كثير بتصرفٍ).
إذا ما خلوت الدَّهر يوما فلا تقل***خلوت ولكن قل عليَّ رقيبُ
ولا تحسبن الله يغفل ساعةً***ولا أن ما تخفيه عنه يغيبُ
ألم تر أنَّ اليوم أسرع ذاهبٌ***وأنَّ غدًا للنَّاظرين قريبُ
الأضحية
الأضحية مشروعةٌ إجماعاً بالكتاب والسُّنَّة: أما الكتاب فقوله -تعالى-: {فَصَلِّ لِرَ*بِّكَ وَانْحَرْ*} [الكوثر: 2]، وأمَّا السُّنَّة فقول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «ضحَّى النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بكبشين أملحين، فرأيته واضعًا قدمه على صفاحهما، يسمِّي ويكبر، فذبحهما بيده» [متفقٌ عليه].
حكمة مشروعيتها:
1- الأضحية شكرٌ لله -تعالى- على نعمة الحياة .
2- إحياء سنَّة إبراهيم الخليل -عليه الصَّلاة والسَّلام- .
3- تذكَّر المؤمن أنَّ عاقبة الطَّاعة رفع البلاء .
صفتها:
1- أن تكون من الإبل والبقر والماعز.
2- أن تكون سليمة من العيوب الفاحشة، هي العيوب الَّتي من شأنها أن تنقص الشَّحم أو اللحم.
وكلمَّا كانت أسمن وأحسن كان ذلك أفضل؛ لأنَّها هديةٌ إلى الله فليتخير المسلم ما يهدي إلى به.
وقت ذبحها:
بعد صلاة العيد لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «من ذبح قبل الصَّلاة فليعد» [صحيح البخاري 954].
ومدَّة الذَّبح أربعة أيَّام، يوم النَّحر وأيَّام التَّشريق الثَّلاثة قبل غروب شمس آخر يوم لقول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «كلُّ أيَّام التَّشريق ذبح» [رواه الألباني 2476 في السِّلسلة الصَّحيحة وقال: لا ينزل عن درجة الحسن بالشَّواهد].
منارات على طريق الحاجِّ
- اختر رفيقًا صالحًا يذكرك بالله إذا نسيت ويعينك إذا ذكرت الله.
- احرص على مصاحبة عالم ثقة تستفتيه في كلِّ ما يعرض لك ولا تشغل نفسك بالجدل حول المسائل الفقهيَّة.
- اتبع هدي الإسلام في الوقاية من الأمراض فالإسلام ينهي عن العطس في وجوه النَّاس، وكان -صلَّى الله عليه وسلَّم- إذا عطس غطَّى وجهه بيده أو بثوبه وغض بها صوته [رواه التِّرمذي 2745 وقال الألباني: حسن صحيح].
- استشعر بقلبك وجوارحك معنى الإحرام، ولا تنس محظورات الإحرام.
- لا تطع الكسالى ، واعلم أنَّها أيَّامٌ قصيرةٌ، وستنقضي فأحسن استغلالها بقدر طاقتك، لا تكلف نفسك فوق طاقتها بل سل نفسك هل أستطيع أن أزيد؟ واجعل همك أن تكون الأقرب إلى الله -تعالى-. واقتد في ذلك بالسَّلف الصَّالح فعن مجاهد قال: "ما كان باب من العبادة يعجز عنه النَّاس إلا تكلفه ابن الزبير -رضي الله عنه- ولقد جاء سيل طبق البيت، فطاف سباحة" (سير أعلام النُّبلاء).
- ليتزين الحاجّ بالصَّبر على ما قد يحدث من مكاره وزحام وتأخر في المواصلات وليخل بنفسه أحيانًا وليحرص على الذِّكر في كلِّ أحواله ليكون من الذِّين قال الله فيهم: {الَّذِينَ يَذْكُرُ*ونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُ*ونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ*ضِ} [آل عمران: 191].
- ادع لنفسك وأحبابك ولوالديك وكلَّ من أحسن لك أو أساء ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات وادع للأمَّة الإسلاميَّة أن يجمع الله شملها وأن يوحِّد كلمتها وأن يقوي شوكتها.
فبذلك فليفرحوا
شرع العيد في الإسلام شكرًا لله تعالى على نعمة وإحسانه وترفيهًا على النَّاس قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «لتعلم يهود أنَّ في ديننا فسحة» [رواه الألباني 6/1023 في السِّلسلة الصَّحيحة وقال: إسناده حسن في الشَّواهد].
أعيادنا عقب الطَّاعات: والعيد يأتي عقب أداء ركن من أركان الإسلام، وقد شرع الله فيه صلاة العيد كما شرع فيه وفي أيَّام التَّشريق ذبح الأضاحي والهدى طاعة لله -تعالى-، وإحسانًا إلى النَّفس والأهل والجيران وصدقةً على المساكين.
العيد والمرح: وقد أذن الشَّرع فيه بتعاطي شيءِ من اللعب المباح في حقِّ من لهم ميل إليه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «دخل أبو بكر وعندي جاريتين من جواري الأنصار، تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشَّيطان في بيت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-؟ وذلك في يوم عيدٍ، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يا أبا بكر، إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا، وهذا عيدنا» [متفقٌ عليه].
وقد جمع العيد في الإسلام بين العبادات والعادات من كل ما يقرب من الله، ويدخل البهجة على النَّفس بدون تجاوز لحدود الله الَّتي أمر -سبحانه- بالتزامها في العيد وغيره من الأيَّام.
أركان الحجّ:
1- الإحرام.
2- الوقوف بعرفة.
3- طواف الزِّيارة (الإفاضة).
4- السَّعي (بين الصَّفا والمروة).
5- المبيت بمنى ليلة يوم عرفة.
6- السَّير من منى إلى عرفة.
7- المبيت بالمزدلفة ليلة النَّحر إلى الفجر .
من ترك شيئًا من الأركان لم يصح حجّه حتَّى يأتي به.
واجبات الحجّ:
1- الإحرام من الميقات.
2- الوقوف بعرفة إلى المغرب.
3- المبيت بمزدلفة حتَّى منتصف ليلة النَّحر.
4- المبيت بمنى ليالي أيَّام التَّشريق.
5- رمي الجمار.
6- الحلق أو التَّقصير.
7- طواف الوداع.
ومن ترك شيئًا من هذه الواجبات فإنَّه يجبر بدمٍ.
مستحبات الحجّ:
1- العج: رفع الصَّوت بالتَّلبية.
2- الثّج: إراقة دماء الهدى.
3- الغسل لدخول مكة للآفاقي -الَّذي جاء من بلاد بعيدة-.
4- الغسل للوقوف بمزدلفة.
5- التَّعجيل بطواف الإفاضة.
6- الإكثار من الدُّعاء والتَّلبية والأذكار المتكررة في الأحوال المختلفة.
7- التَّحصيب.
شروط الحجّ:
1- الإسلام.
2- العقل.
3- البلوغ.
4- الحريَّة.
5- الاستطاعة.
6- وجود محرم للمرأة.
سنن الحجّ:
1- طواف القدوم.
2- خطب الإمام.
محظورات الإحرام:
1- حلق الشَّعر.
2- تقليم الأظافر.
3- لبس المخيط.
4- تغطية الرَّأس.
5- الطِّيب في البدن والثِّياب.
6- قتل الصَّيد.
7- عقد النِّكاح.
8- المباشرة دون الفرج.
9- الوطء (الجماع).
المنتدى
وزارة الأوقاف والشُّؤون الإسلامية
|
Bookmarks